وباء كورونا بين الخوف والرجاء



         




وباء كورونا بين الخوف والرجاء:
بسم الله الرحمان الرحيم :                            إهداء
أهدي هذه الصفحات  إلى العارفين بالله  من ذوي البصائر، الناظرين إلى عوارض الدنيا :(أمراض،أوبئة،ابتلاءات،فقر ،ظلم         العباد،،حروب،مجاعات،...) بعين الرضا بالقضاءوالقدر.. والتوكل على الله .مع الأخذ بالأسباب :     :الروحية والمادية.            فأما الذين عميت بصائرهم، وغرتهم الدنيا واغتروا بطول العافية فبها، فظنوا بالله الظنون فلا ينتظروا جزاء العمل. قال تعالى في محكم  كتابه:
 << وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى>>                         قال تعالى:<<وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فأنظر كيف كان عاقبة المفسدين.>>       
صحيح بأننا نعيش اليوم في دوامة اسمها:< تكنولوجيا القرن الواحد والعشرين>.غير أن ما سأكتب عنه اليوم هو الأصل،        



               
وباء كورونا بين الخوف والرجاءvirus corona
1-وباء كورونا بين الخوف والرجاء:

أ-معنى الوباء: هو الداء الذي لم يجد له الطبيب العلاج. وقد فسره علماء الإسلام من السلف الصالح ،فوصفوه وصفا دقيقا،يضاهي مااستنتجه أطباء اليوم. فقد فسره الإمام أبو حامد الغزالي بقوله: <<فلما نهى عن الخروج من البلد الذي فيه الوباء .وسبب الوباء  في الطب الهواء.وأظهر طرق التداوي الفرار من المضر،والهواء هو المضر.والعلم عند الله تعالى،أن الهواء لايضرمن حيث أنه يلاقي ظاهر البدن،بل من حيث دوام الاستنشاق له.فإنه إ    ذاكان فيه عفونة ووصل إلى الرئة والقلب وباطن الأحشاء أثر فيها بطول الاستنشاق.فلا يظهر الوباء على الظاهرالابعد طول التأثير في الباطن>>        ومعنى طول التأثير في الباطن ماخلص إليه الأطباء اليوم من  أن هذا الوباء لايكتشفه المصاب إلا بعد سريانه في الجسم، مدة أربعة عشر يوم.  أنظر أيها الجمع إلى هذا الوصف الطبي، الدقيق الذي وصف به الإمام الغزالي "الوباء" استخلاصا من مناهج المدرسة النبوية الشريفة . فعلى ماذا يدل ذلك ياترى؟ انه صدق النبوة وفطنة الأئمة وفهمهم الصحيح للسنة. وأزيدكم من القائمة اسم إمام سطع نوره في" الفقه ،وأصول الدين"غني عن التعريف له قول فصيح وجواب كافي، شافي في حقيقة الوباء.هو الإمام ابن القيم الجوزية- رحمه الله- حيث يقول فيه: :<<  ...ولكنه قد يبلغ في بعض المجتمعات مبلغا ينذر بسقوط المجتمع في الهاوية...مثل هذا المرض الذي يكاد يكون وباءا فتاكا.فلا ريب أن من كمال نصح المفتي وأمانته وعلمه أن يبين أسباب المرض وأمارته وعواقبه.ولا يقتصر على الإرشاد إلى سبل الخلاص منه، بل يدل على طرق الوقاية من الوقوع فيه....والعمل بما يصف له من أنواع العلاج>>               
 هكذا كانت نظرة أئمة الإسلام من السلف – رحمهم الله -إلى العوارض والطوارئ من الأحداث ،نظرة روحانية وعقلانية.وضحوا من خلالها أسباب علتها  وطرق الوقاية منها ،ووصف الدواء لعلاجها إن كان ممكنا. (فلو فسر الغرب أقوال هؤلاء وغيرهم من علماء الإسلام السلف والخلف ،وسبروا أغواره بالتمحيص والتدقيق والبحث. لأقسموا على صدق نبوة الرسول الكريم صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.                                                                              
ب-معنى الخوف: شعور داخلي مؤلم. يستشعره الإنسان عند توقعه ن حدوث أي مكروه.مما ينتج عنه اليأس والقنوط .وهذا مذموم شرعا ،فلا ييأس المسلم من مقدورات الله.قال تعالى:<<لا تقنطوا من رحمة الله>> الزمر أية53 
فأما الخوف المحمود: منه الخوف من نزول عقاب الله ،فلا بد للنفس –في هذه الحالة- أن تتأدب بالطاعات وتقيد أفعالها ...قال تعالى : <<رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه>>               ج-معنى الرجاء: كلنا نرتجي الله و ننتظر رحمته وندعوه اليوم دعاء المضطرين ليصرف عن شعوب العالم هذا الكرب العظيم .غير أن الرجاء وفي كل الأحوال يقتضي "حسن الظن بالله"مع الأخذ بالأسباب  الروحية والمادية.        
 أ- الأسباب الروحية:فمن الواجب على كل مسلم،أن يزرع في قلبه بذور الإيمان الصادق،بأن القادر على رفع هذا الوباء هو خالق الأكوان سبحانه.ويجب أن يسقى بماء الطاعات وترك المعاصي والمنكرات .قال تعالى:<< فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا>>                             
قال قائل: 
نرجو النجاة ولم نسلك مسالكها     إن السفينة لاتجر على اليبس    ب-الأسباب المادية:    وهي ثمرة العلم وما توصل إليه الأطباء من علاجات ناجعة لدرء الداء.وهو أمر لايتعارض مع منطق الأخذ بالأسباب،الروحية. كالذي يزع الزرع آخذا بالأسباب المادية ـ وبعدها ينتظر الغيث والرحمة من الله..ففي كل الأحوال فالرجاء أمر حببه الشرع  ورغب فيه،وذم اليأس والقنوط من رحمة الله,    قال تعالى :<< وننزل من القرآن ماهو شفاء>>      يقول أحد المعاصرين:<<فلا تعارض بين الأسباب الروحية والمادية.      فالأسباب لابد منها ،وفي اتخاذها لأوامر الشرع وإتباع لسنن الله.ولكن الأسباب وحدها لاتكفي لأنها مسخرة من قبل الله.فلا بد من الاستعانة بالله،والاعتقاد بأنه هو القادر على كل شئ.>>
     
       
                 

     


                       

تعليقات