وحدانية الله والإقرار بوجود

وحدانية الله والإقرار بوجوده

معنى وحدانية الله والإقراربوجوده:

ينبغي أن ينكشف لأرباب العقول والقلوب إنكشافا أوضح من مجرد النظروالإبصار،أن الإقراربوحدانية الله يتضمن الإعتراف الجازم بوجوده سبحانه.فكل شيء في الوجود يدل على أنه واحد:(السماوات والأرض ،المجرات،الكواكب ،،النجوم،الكائنات،الجمادات...)فهو الخالق المدبر لشؤون الكون المسيرله واحد في صفاته وأفعاله وأقواله من غير شريك ولاند له .فتصديق العبد بتفرده سبحانه دليل على النجاة والفوز بالداريين. فأما من كذب وآستغنى وحكم العقل دون النقل، فإن النار هي المأوى.قال تعالى:<<واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا >>النساء 26 يقول الإمام إبن كثير -رحمه الله-

في محل تفسيره للأية الكريمة:<<يأمر تبارك وتعالى بعبادته وحده لاشريك له فإ نه هو الخالق الرازق المنعم المتفضل على خلقه في جميع الآنات والحالات.فهو المستحق منهم أن يوحدوه ولا يشركوا به شيئا من مخلوقاته.قال النبي صلى الله عليه وسلم: لمعاذ بن جبل{ أتدري ماحق الله على العباد} قال الله ورسوله أعلم.قال: أن يعبدوه ولايشركوا به شيئا ثم أتدري ماحق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن لايعذبهم >>

إن الإيمان بالله وتوحيد في ألوهيته وربوبيته ينبغي أن يبنى على أساس الإخلاص في العبادة له وحده دون سواه.قال عز شأنه:<<وماأمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين>> البينة أية5 فهو الله المنفرد بوجوده بكبريائه ,يأمرعباده بإ تباع الطريق السليم في طاعته وحسن عبادته .ويأمرهم بالعدل والإحسان وينهاهم عن الجور والطغيان.فهو المستحق للحمد والتقديس وسع كل شئ بعلمه سبحانه وتعالى. فلا حدود لإدراكه فليس في الوجود شيء<<له بنفسه قوام إلاالقيوم الحي الذي هوقائم بذاته وكل ما سواه قائم به.>> ابوحامد الغزالي فكل مافي الكون دال على قدرته سبحانه وتعالى والخلق جميعهم عاجزين أمام إرادته فلولا تمكينه عزشأنه للناس في الأرض وذلك أخذا بالأسباب ،لأصبحوا عاجزين تماما عن جلب النفع أودرءالضر عنهم. فلا ريب ولاشك عند أرباب العقول المتبصرة بنور الحق، بأن الوصول الى حقيقية وجوده وكنه توحيده سبحانه تقتضي الإقرار الجازم :بإن كل مافي الكون قبضته .فالعظمة والكبرياء له وحده يحكم ما يريد الأبدي ،الأزلي لايعزب عن علمه مثقال ذرة في الكون. قال جل جلاله:<<ولايحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض >> البقرة255

علوه المطلق جل جلاله:

علي بذاته علوا مطلقا بصفاته وأفعاله وأسمائه ...فهو القيوم القائم بجميع صفاته ,فالخلائق تقف عاجزة أمام عظمته .

<< فكذالك عقولنا ضعيفة وجمال الحضرة الإلهية في نهاية الإشراق والإستنارة وفي غاية الإستغراق والشمول ... فسبحان من إحتجب بإشراق نوره وآختفى عن البضائر والأبضار بظهوره>> أبو حامد الغزالي-رحمه الله - ويظل قلب المؤمن مشرق بنور مشكاة القرب من الله والذي منبعه التوحيد الخالص له وحده.فالعبد كله لله إبتداءا وإنتهاءا ،فإن تحققت لديه صفة العبوديةله وحده أشرقت ساحة روحه بنور الهدى والتقى والتقى.فتنكسرت شهوات نفسه الأمارة بالسوء لتتلذذ بعبادة ربها.مبتغيةإليه في ذلك الوسيلة وصولا الى طريق النجاة .ومن أجل تحقيق ذالك لا بد للعبد من قوة الصبر والمجاهدة والإخلاص لتحقيق العبودية لله وحده يقول عز شأنه:<< وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض >> لأنعام79 والحرص على جلب المنافع ودرء المفاسد. وحسن الظن بالله وتعظيم الخوف منه والرجاء لما عنده من: المغفرةوحسن التواب،فليحذر العبد أن يبتغي من حسن إستقامته عرض الدنيا وتحميد الناس له،وهذامن" الرياء" كما هو معلوم .وفي هذا أنشد بعض السلف قائلا: إذاالسر والإعلان في المؤمن آستوى = فقد عزفي الداريين وآستوجب الثنا فإن خالف الإعلان سرا فماله على = سعيه فضل سوى الكدر والعنا